در تأیید آنچه در یادداشت مرتبط نوشتم



شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ؛ ج‏۱ ؛ ص۳۰۷ تا ۳۰۸



خطبة علي بالمدينة في أول إمارته‏

و اعلم أن كلام أمير المؤمنين ع و كلام أصحابه و عماله في واقعة الجمل كله يدور على هذه المعاني التي اشتملت عليها ألفاظ هذا الفصل‏



فمن ذلك الخطبة التي رواها أبو الحسن علي بن محمد المدائني عن عبد الله بن جنادة قال‏ قدمت من الحجاز أريد العراق في أول إمارة علي ع فمررت بمكة فاعتمرت ثم قدمت المدينة فدخلت مسجد رسول الله ص إذ نودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس و خرج علي ع متقلدا سيفه فشخصت الأبصار نحوه فحمد الله و صلى على رسوله ص ثم قال:



أما بعد فإنه لما قبض الله نبيه ص قلنا نحن أهله و ورثته و عترته و أولياؤه دون الناس لا ينازعنا سلطانه أحد و لا يطمع في حقنا طامع إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت الإمرة لغيرنا و صرنا سوقة يطمع فينا الضعيف و يتعزز علينا الذليل فبكت الأعين منا لذلك و خشنت‏ الصدور و جزعت النفوس و ايم الله لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين و أن يعود الكفر و يبور الدين لكنا على غير ما كنا لهم عليه فولي الأمر ولاة لم يألوا الناس خيرا ثم استخرجتموني أيها الناس من بيتي فبايعتموني على‏ شين‏ مني لأمركم و فراسة تصدقني ما في قلوب كثير منكم و بايعني هذان الرجلان في أول من بايع تعلمون ذلك و قد نكثا و غدرا و نهضا إلى البصرة بعائشة ليفرقا جماعتكم و يلقيا بأسكم بينكم اللهم فخذهما بما عملا أَخْذَةً رابِيَةً و لا تنعش‏ لهما صرعة و لا تقل لهما عثرة و لا تمهلهما فواقا فإنهما يطلبان حقا تركاه و دما سفكاه اللهم إني أقتضيك وعدك فإنك قلت و قولك الحق‏ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ‏ اللهم فأنجز لي موعدك و لا تكلني إلى نفسي‏ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ثم نزل.