شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ؛ ج‏۱ ؛ ص۳۰۸ تا ۳۰۹



خطبته عند مسيره للبصرة

و روى الكلبي قال‏ لما أراد علي ع المسير إلى البصرة قام فخطب الناس فقال بعد أن حمد الله و صلى على رسوله ص إن الله لما قبض نبيه استأثرت علينا قريش بالأمر و دفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين و سفك دمائهم و الناس حديثو عهد بالإسلام و الدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن و يعكسه أقل خلف فولي الأمر قوم لم يألوا في أمرهم اجتهادا ثم انتقلوا إلى دار الجزاء و الله ولي تمحيص سيئاتهم و العفو عن هفواتهم فما بال طلحة و الزبير و ليسا من هذا الأمر بسبيل لم يصبرا علي حولا و لا شهرا حتى وثبا و مرقا و نازعاني أمرا لم يجعل الله لهما إليه سبيلا بعد أن بايعا طائعين غير مكرهين يرتضعان أما قد فطمت و يحييان بدعة قد أميتت أ دم عثمان زعما و الله ما التبعة إلا عندهم و فيهم و إن أعظم حجتهم لعلى‏ أنفسهم و أنا راض بحجة الله عليهم و عمله فيهم فإن فاءا و أنابا فحظهما أحرزا و أنفسهما غنما و أعظم بها غنيمة و إن أبيا أعطيتهما حد السيف و كفى به ناصرا لحق و شافيا لباطل ثم نزل.